
أودع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي سجن “لا سانتيه” في العاصمة باريس، صباح اليوم الثلاثاء، وسط مظاهرات لأنصاره أمام منزله قبيل دخول الحبس.
وفقًا صحيفة “لو فيغارو”، تجمّع أكثر من مئة شخص، وهم يهتفون “نيكولا، نيكولا، نحن معك”.
ويأتي هذا التجمع عشية دخول ساركوزي سجن “لا سانتيه”، بعد إدانته قضائيًا، وسط لقاء مثير للجدل مع ماكرون وانتقادات حادة من الاشتراكيين.
وبحسب الصحيفة، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ساركوزي قبل ساعات من دخوله السجن، في قصر الإليزيه، وهي خطوة أثارت جدلًا واسعًا.
ووصف أوليفييه فور، الأمين الأول للحزب الاشتراكي، هذا اللقاء بأنه “ضغط على القضاء”، معتبرًا أنه “شذوذ” يوحي بوجود “متهمين من طبيعة مختلفة”.
وأضاف أن مثل هذه التصرفات تهدد استقلالية القضاء، وسط تحذيرات من زيارة وزير العدل لساركوزي في السجن.
ساركوزي سيقضي عقوبة السجن داخل “زنزانة الـ9 أمتار”
وأثارت تصريحات وزير العدل جيرالد دارمانين، الذي أعلن نيته زيارة ساركوزي في السجن، قلقًا كبيرًا، في حين حذّر المدعي العام الفرنسي ريمي هاييتز من أن هذه الزيارة قد “تُعيق استقلالية القضاة”، خاصة مع اقتراب مواعيد المحاكمة الاستئنافية في قضية تمويل ليبي مثيرة للجدل.
وقال هاييتز على “فرانس إنفو” إن هذا التصرف يمكن أن يؤثر على “هدوء” الإجراءات القضائية.
وعبرت إيفلين سير-مارين، نائبة رئيس رابطة حقوق الإنسان والقاضية الفخرية، عن قلقها من تصريحات دارمانين العلنية، مشيرة إلى العلاقة الهرمية بين الوزير والنيابة العامة.
زيارة وزير العدل لساركوزي
وقالت: “أن يُعلن وزير العدل علنًا زيارته لساركوزي في السجن أمر يثير القلق، خاصة أن هناك طلب إخلاء سبيل سيُنظر فيه قريبًا، وقد يحظى برأي متساهل من النيابة بسبب هذه التصريحات”.
وأضافت: “هذا بمثابة ضغط من الوزير الذي يملك سلطة على المدعي العام”.
ساركوزي في الحبس الانفرادي
من جهته، أكد سيباستيان كوويل، مدير سجن لا سانتيه، أن ساركوزي سيُوضع في الحبس الانفرادي بأحد أكثر أقسام السجن أمانًا.
وسيُسمح للرئيس الفرنسي السابق بالتجول مرتين يوميًا بمفرده، مع الوصول إلى غرفة أنشطة منفصلة.
وأكد كوويل أن ساركوزي “سيكون دائمًا بمفرده” في زنزانته.
في الوقت نفسه، عبرت سيسيليا أتياس، زوجة ساركوزي السابقة، عن دعمها له عبر منشور على منصة “إكس”، قائلة: “أنا مصدومة وغاضبة من معاملة نيكولا ساركوزي، الذي قدم الكثير لفرنسا. أدعم الرجل السياسي الذي كانه والإنسان الشجاع والمخلص لبلده”.
دعوة أبنائه للتضامن
وكان لويس ساركوزي، البالغ من العمر 28 عامًا، قد دعا عبر منصة “إكس” يوم السبت إلى تجمع لدعم والده يوم الثلاثاء، مصحوبًا بفيديو دعائي يختتم بعبارة: “القصة لم تنته بعد”.
وقد وصل أبناء ساركوزي الثلاثة إلى منزله قبل مغادرته إلى السجن، ليشاركوا في التجمع الذي دعوا إليه.هذا التجمع وما يحيط به من جدل سياسي وقضائي يعكسان حالة الاستقطاب الحاد حول شخصية ساركوزي، في واحدة من أكثر لحظات حياته حساسية.
Please follow and like us: