الرئيسيةفي العالم

كينيا تودع المعارض أودينغا‎

توفي زعيم المعارضة الكينية المخضرم رايلا أودينغا، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 80 عامًا أثناء تلقيه العلاج في الهند، ليرحل أحد أبرز الرموز السياسية في تاريخ كينيا الحديث، بعد مسيرة امتدت عقودًا تخللها النضال والسجن والمنفى والتحالفات المتقلبة، دون أن يحقق حلمه الأبدي في الوصول إلى سدة الحكم.
ووفقًا لتقرير مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو الحداد الوطني لمدة سبعة أيام، ونعى خصمه السابق واصفًا إياه بأنه “أحد أعظم أبناء أفريقيا”، في دلالة على مكانته الاستثنائية في الوعي السياسي الكيني والأفريقي.
وُلد رايلا أودينغا عام 1945 في منطقة بحيرة فيكتوريا، وهو نجل السياسي البارز أوجينغا أودينغا، أول نائب لرئيس كينيا وأحد الآباء المؤسسين للجمهورية.
ودرس رايلا في ألمانيا الشرقية وعاد إلى بلاده متأثرًا بالأفكار الاشتراكية، لينخرط في معارضة نظام الرئيس دانيال أراب موي الحديدي.
واتُّهم أودينغا عام 1982 بدعم محاولة انقلاب عسكري فاشلة، فقضى ست سنوات في السجن، وهي تجربة صقلت شخصيته ورسخت صورته كمناضل لا يلين.
وبحسب تقرير المجلة الفرنسية، عاد أودينغا إلى الساحة السياسية بعد عودة التعددية الحزبية في مطلع التسعينيات، وانتُخب نائبًا في البرلمان عام 1992.
ومنذ ذلك الحين خاض خمس محاولات للوصول إلى الرئاسة – في أعوام 1997 و2007 و2013 و2017 و2022 – دون أن يظفر بالمنصب الذي ناضل من أجله طيلة حياته.
وشهدت مسيرته أبرز فصولها عام 2007، حين أدت نتائج الانتخابات المتنازع عليها إلى اندلاع أعمال عنف دامية أسفرت عن أكثر من 1200 قتيل وتهجير مئات الآلاف.
انتهت الأزمة باتفاق لتقاسم السلطة تولى بموجبه أودينغا منصب رئيس الوزراء عام 2008، فقد أشرف على صياغة دستور 2010 الذي وصفه لاحقًا بأنه “أعظم إنجازاته”.
وعرف الكينيون أودينغا بلقب “بابا” أي الأب، رمزًا لنضاله من أجل الديمقراطية،  إلا أنه كان أيضًا شخصية مثيرة للجدل، يتقن فن التحالفات والمفاجآت السياسية، أبرزها “المصافحة التاريخية” مع الرئيس الأسبق أوهورو كينياتا عام 2018، التي أنهت سنوات من العداء السياسي وأعادت ترتيب المشهد في البلاد.
واتجه أودينغا في سنواته الأخيرة إلى الساحة القارية، مترشحًا لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، لا سيما أن هذا المسار يمثل امتدادًا لالتزامه بقضايا إفريقيا ووحدتها.
رحل رايلا أمولو أودينغا تاركًا خلفه زوجته إيدا وأبناءه، وإرثًا سياسيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الكينيين، كرمز للمعارضة الدؤوبة والنضال من أجل العدالة والحرية.
Please follow and like us:
fb-share-icon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *