
لماذا هذه حالنا؟ الدكتور عبد الرزاق الحمامي يعيد طرح السؤال
لا أعرض هذه المرة رواية وإنما كتاب في الفكر السياسي،عنوانه في صيغة استفهام انكاري:لماذا هذه حالنا ؟للحكيم لطفي المرايحي،ط.اولى افريل 2025 عن منشورات مسكلياني، في174ص.
في الكتاب مقدمة أكاديمية دقيقة للدكتور مولدي قسومي 36ص ثم،ثلاثة عشر مقالا،وقصة قصيرة،وختم الكتاب بحوار مطول تحت عنوان:في الديمقراطية والسيادة والتغيير،لقناة شبابك.
واذا ما تجاوزنا المقدمة والحوار،فإن المؤلف طرح عديد القضايا ذات البعد السياسي بأسلوب نقدي تتفاوت حدة لهجته،مركزا على عرض برنامج متكامل لتغيير مستقبل تونس،عموده الفقر ي الإصلاح الاقتصادي قبل كل شيء،وهو يلح على ضرورة تلازم العلم بالعمل وتجاوز الأساليب التقليدية الموروثة لتحقيق نهضة مرتقبة،ففي كل مقال يطرح مقدمة عامة ثم ينهج منهج التحليل والتشريح والنقد ليصل بالقاريء إلى خاتمة مركزة.

وبالتأمل في جملة المقالات يدرك القارىء أن سؤال لماذا ؟هذه حالنا يتجاوز تونس إلى العالم العربي وتحضر قضية فلسطين وسياسة الغرب مع مستعمراته القديمة،معرّجا على منعطفات تاريخية تبين مدى وعي المؤلف بالتاريخ العربي الإسلامي والتاريخ العالمي عموما…متوقفا عند سيرورة التاريخ والياتها،يقول :”ان تعددت فصول الكتاب فإنه يحوم حول محور اساسي:لماذا هذه حالنا من التردي والتأخر والضعف و الهوان؟ حديث ينطبق عل قطرنا بقدر انطباقه على العالم العربي برمّته،وكيفا قلّبنا الموضوع ندرك بوضوح ان بناء العقل بأدوات منطقه وحسّه النقدي شرط أساسي للخروج من دوّامة التخلف”ص38.
واخيرا يمكن إدراج هذا النمط من الكتابة ضمن تيار الفكر السياسي في تونس ومن أبرز كتبه:”تونس الشهيدة” لعبدالعزيز الثعالبي “وتونس الثائرة” لعلي البلهوان،وهو تيار عرفته الحضارة العربية منذ كتاب الأحكام السلطانية للماوردي ومقدمة عبدالرحمان بن خلدون….

تعليقنا:
فكّ الله أسر مرلف الكتاب الدكتور محمد لطفي المرايحي، السجين السياسي المنسي في المرناقية، ومرحبا بكتابات الدكتور عبد الرزاق الحمامي بعد غيبة طالت في بلاد النفط والحج
ولمن نسي نقول أن الدكتور الحمامي كتب طويلا في مجال النقد الثقافي بإسم علي بلحاج، وهو الاسم الذي لم يجلب له سوى الويلات لتطابقه مع اسم الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ الإسلامية المنحلة بالجزائر
بإحدى الأسبوعيات منذ مطلع الثمانينات – حتى جاء مدير في أواخر « العهد الجديد » لم يستلطف ضيفنا فدفعه إلى الانقطاع عن الكتابة، كما أنتج عبد الرزاق الحمامي برامج إذاعية تتعلق بعالم الصحافة ولم يسلم في تجربته الإذاعية أيام الراحلة عواطف حميدة من أذى بعض النفوس المريضة – التي باتت بعد 14 جانفي بحركة بهلوانية بارعة ناطقة باسم الثورة وحامية لها- دفعته إلى الخروج مكرها من شارع الحرية بعد وشايات رخيصة، وللدكتور الحمامي عدة مؤلفات من بينها »من قضايا الفكر الديني في تونس » و »المرأة بين الحقيقة والتأويل » و »الفكر الإسلامي في تونس »و »المرأة في الفكر الإصلاحي من الحداد إلى بن علي » و »المجتمع التونسي من خلال مجلة إيبلا » …وساهم في عدة إصدارات مشتركة من أبرزها » المسلم في التاريخ »و »بورقيبة والبورقيبية »…
درّس عبد الرزاق الحمامي بدار المعلمين العليا بسوسة وبكلية الآداب بمنوبة، ودرس الحضارة والتاريخ الإسلامي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أكثر من عشر سنوات



